الهواري DAUPHIN، أو (le requin du raï) اسم الشهرة دلفين وكنيته في الجزائر قرش الراي وكل من الاسمين يمثل أسماكا خطيرة كما هو حاله في ميدان الغناء، مؤسف جدا أن لا نراه كثيرا على شاشة التلفزيون على غرار زملائه، وحتى الصحف المحلية الجزائرية غضت عليه الطرف أو تجاهلته، ربما كان حضرا لاسمه الفني الذي اختاره (في الحقيقة لم يختره بل لقبه محبيه نسبة للملهى الذي ظهر فيه منذ بداياته)، لكن هذا لم يمثل مشكلا لشهرته فيمتلك حاليا قاعدة جماهيرية تعد بآلاف الشباب المولعين بالنجوم الذين يساندونه ويدفعونه للعمل حتى تحقيق الأرقام القياسية في مبيعات سوق الأشرطة بالجزائر وحتى خارجها، دون التعويل على الإعلام لصنع اسم.
الهواري ابن لوالد قبائلي وأم وهرانية، هذا الفنان الذي اختص في أداء أغاني عاطفية بموسيقى لاتينية تسلسل نجاحه إلى حد حلوله محل أحسن النجوم المعروفين. بدأ اسمه بالرسوخ في أذهان متلقي أغنية الراي الجزائري داخل وخارج الحدود الجزائرية منذ إنتاجه البوم Je t’écris d’un cœur brisé (اكتب لك من قلب مكسور) باللغة الفرنسية الذي احدث بلبلة الصيف الماضي نظرا لنسخه من طرف عديد شركات الكاسات كسلاح لترويج كوكتالاتها حتى في أوروبا وخصوصا فرنسا. مغني الراي هذا بلوك لاتينو، الهواري دوفان، خالف كوكبة نجوم الراي بفرض أسلوبه المتميز وبصمته الخاصة التي ظهرت واضحة في ألبومه الجديد 2006 الذي خطط له جيدا من حيث الموسيقى والكلمة إضافة لصوته الأجش ليفرز عملا يلاقي الاستحسان ويباع بأرقام خيالية، حيث ادخل الشجن سابحا على الموجة العاطفية Raï love، وهذا مقتادا بخطوات الرائد في هذا اللون، الفنان الفقيد الذي اغتيل بوم 29 سبتمبر 1994 الشاب حسني بعد أن كان يصدر البومات مسجلة مباشرة من حفلات الملاهي على طريقة الشاب حسان وغيره.لأنه كان يكذب.
الهواري دوفان مؤلف أغاني hits مثل "ندّي عمري لشيراتون"، و"شحال نبغي نقلش عمري" و"بكاتني المبلية" في إعادة لأغنية حسني وغيرها.. نحس من أغانيه انه لا يريد أن يكون عدواني وقاطعا بل أكثر منه حنان وعاطفة ورقة في عالم خشن. أيضا في آخر مجموعات قطعه الموسيقية، الهواري دوفان، أبدى للعيان إدارة اوركسترالية معبرة، ونصوصا موزونة معتمدا فيها آلة الحب ثم الحب ودائما الحب حتى أصبح من المع مغنيي الأغاني العاطفية، ومغني ذا رقة وسحر بعناوينه الجيدة والمترجمة بلسان حال مؤثر ومحرك للمشاعر. وظهر هذا جليا في عنوان "ايلا انتي نسيتيني" التي تذكرنا أكثر في فقيد أغنية الراي منذ 12 سنة تقريبا الشاب حسني. وعندما يسمع قيمة مبيعاته يحس بالفخر لنجاحه بأسلوب وهراني وأطلق على ألبومه الأخير المتمثل في قرص ليزري متجانس "مزيل للأرق لدى سائقي السيارات" مركز على اللهجة الجزائرية واللغة الفرنسية (موجه للجالية المغاربية المغتربة في فرنسا ومنها إلى أوروبا).